MENU

Where the world comes to study the Bible

الدرس الثالث عشر (Daniel 9:2-27; Arabic)

الدرس الثالث عشر

دانيال 9 20-27

"درّة التاج" في نبوّات العهد القديم: السبعون أسبوعاً

مقدمة

تناول القسم الأول من هذا الإصحاح صلاة التوبة التي رفعها دانيال استجابة لاكتشافه في كتابات إرميا أن مدة السبي ستكون سبعين سنة. وفي ضوء صلاته، سُرّ الله بأن يعلن له المزيد:

    1. التاريخ الفعلي لمجيء المسيّا يسوع المسيح، ذاك الذي رآه دانيال في الإصحاح السابع بصفته "ابن الإنسان."

    2. النبوءة بأن المسيّا سيتألم آلاماً عنيفة ("يُقطَع") قبل تأسيس الملكوت الأبدي.

    3. سيدخل "القرن الصغير" أو ضد المسيح (الذي أُعلن لدانيال في الإصحاح السابع ومن خلال النموذج الرمزي في الإصحاح 8) في اتفاقية عهد فريدة مع إسرائيل قبل دينونته.

1. استجابة الله لصلاة دانيال عن طريق جبرائيل (9-20-30)

      أ. الغرض من ظهور جبرائيل

      صرّح جبرائيل بأن دانيال سيُعطى "فهماً" أو بصيرة (الآيات 22). كان دانيال قد فهم القصد من وراء سنوات السبي السبعين وأنها تقترب من نهايتها. لكن ذلك لم يكن كافياً لإكمال خراب أورشليم أو لمقاصد الله لها. كان الله يتطلع لشفاء إسرائيل الكامل وتحقيق وعوده للأمة (معطياً إياها الراحة المسيحانية).

      ب. العلاقة بين السنوات السبعين والإتمام

      ستكون هنالك علاقة بين سنوات السبي السبعين وبين برنامج الله المستقبلي للأمة. يصف بول فينبرج هذه العلاقة على النحو التالي:

        "إن سنوات السبي السبعين هي مفتاح فهم نبوءة الأسابيع السبعين. ففي سنوات السبي السبعين وضع الله نهاية لعبادة الأوثان التي كانت خطية سَهُل وقوعهم فيها قبل دينونة الله. وترى نبوءة السبعين أسبوعاً مسبقاً زمناً سيتم فيه التعامل مع كل معصية إسرائيل وخطيّتها وإثمها والتخلص منها إلى الأبد."1

2. الإعلان الجديد لدانيال عن السبعين "أسبوعاً" (9: 24-27)

      أ. الإنجازات أثناء فترة السبعين أسبوعاً (9: 24)

    1. ملاحظة هامة: مَن؟

        لنلاحظ أن المرسوم يتعلّق بـ "شعبك" و"مدينتك المقدسة". وبما أن دانيال هو متلقّي الإعلان، فإن هذه العبارات تعود على الشعب اليهودي وعلى أورشليم، لا الكنيسة. ربما تكون هنالك تضمينات للكنيسة، لكن التركيز الرئيسي هو على إسرائيل.

    2. ستّة مقاصد تنتظر التحقيق

        أ. "لتكميل (لإنهاء) المعصية."

          تتطلع هذه العبارة إلى ارتداد إسرائيل وخطيّتها ضد الرب، وتشتُّتها على وجه الأرض تأديباً لها. وسيتحقق ردّ إسرائيل الذي طلبه دانيال في صلاته في نهاية الأمر ضمن فترة "السبعين أسبوعاً."

        ب. "وتتميم (وضع حد لـ) الخطية."

          سيعاقَب المسيح نفسه عن خطية إسرائيل. وسيرفع الخطية عن الأمة في نهاية الأمر عند المجيء الثاني (حزقيال 37: 23؛ زكريا 5؛ رومية 11: 20-27).

        جـ. "لكفّارة (لصنع كفّارة) الإثم."

          يعني التكفير "التغطية"، ويحمل فكرة إبعاد المعصية عن نظر الله والعودة إلى رضاه. وأساس هذا هو صلب المسيح على الجلجثة، على الرغم من أن هذا التعبير يجد تحقيقه في يوم الكفّارة الوطني لإسرائيل عند المجيء الثاني (زكريا 3: 8-9؛ 13: 1).

        د. "وليؤتى بالبِر الأبدي"

          يلمّح هذا التعبير إلى الآيات المسيحانية التي تتحدث عن تطبيق البِر على الأرض في المجيء الثاني للمسيح (إرميا 23: 5-6؛ إشعياء 11: 2-5؛ 60: 21).

        هـ. "ولختم الرؤيا والنبوة"

          على الرغم من أن نبوءات كثيرة في العهد القديم تحقّقت بالفعل، فإن كثيراً من النبوءات تتعلق بردّ إسرائيل النهائي في ملكوت المسيّا. ويتطلع هذا إلى التحقيق الكامل لما قال الله بأنه سيفعله في تحقيق عهده مع إسرائيل في الملكوت الألفي.

        و. "لمسح قدّوس القدوسين (لمسح قدس الأقداس)"

          إن تعبير "قدس الأقداس" أو "الأكثر قدسيةً" (<yvdq vdq) كلمات فنية (اصطلاحية) تترجم دائماً في العهد القديم إلى "قدس الأقداس". ويتطلع هذا التعبير إلى إعادة بناء الهيكل والعمل فيه. ومع أن هذا قد يشير بشكل جزئي إلى هيكل زربابل (516 ق م)، إلا أنه يتطلع في نهاية المطاف إلى الهيكل الألفي حين يأتي المسيح ليحكم (حزقيال 40-44).

        ملخص: تلخص هذه البنود الستة كل برنامج الله لجلب البركات التي وعد بها إسرائيل من خلال عهوده معها (تكوين 15: 18-21؛ 2صموئيل 7: 16؛ إرميا 31: 31-34)."2

    3. الإطار الزمني: "سبعون أسبوعاً" (NIV= "سبعون سبعة")

        مقدّمة: كانت سنوات سبي إسرائيل في بابل سبعين سنة (hn`v* <yu!b=v!)، لكن هذا لم يشبع غضب الله المقدس على شعبه. وفي نفس الوقت لم يكن لإسرائيل بعد "قلب" لله (تثنية 5: 29). فكانت هنالك حاجة إلى المزيج من الوقت لـ "أزمنة الأمم" قبل اكتمال ردّ إسرائيل النهائي، وسيستغرق هذا الأمر سبعين "أسبوعاً".

        أ. معنى السبعين أسبوعاً (<yu!b=v! <yu!b%v*)

          تعني الكلمة العبرية (سبوعيم، v*b%u'm, <yu!b%v*) "وحدة من سبعة" أو "سباعية". ويمكن أن تكون الإشارة إلى أيام أو شهور أو سنين. غير أن هذه الكلمة (سبوعيم، v*b%u'm (<yu!b%v*)) تعني سنوات، وهذا أمر واضح هنا. ومن هنا فستكون هنالك حاجة إلى سبعين فترة من سبع سنوات (مجموعها 490 سنة) لأجل إكمال مقاصد الله.3

        ب. دفاع عن "الأسبوع" = 7 سنوات

          (1) ليس ممكناً أبداً أن تتحقق مقاصد الله كلّها في 490 يوماً أو حتى في 490 شهراً. وفضلاً عن ذلك، إذا كان يقصد بكلمة "أسبوع" فترة 7 أيام، فإن معنى هذا أن دانيال 9: 27 تدعو إلى عهد يقام لمدة سبعة أيام (وهذا أمر مشكوك جدّاً فيه).

          (2) كان دانيال يفكّر بلغة السنوات (9: 1-2)

          (3) كانت سنوات السبي السبعون دينونة على 490 سنة من عدم مراعاة السنوات السبتية. وهكذا تُخصَّص 490 سنة لإكمال خراب إسرائيل.

            "إن أكثر الأسباب إقناعاً هو أن دانيال كان يفكّر بسنوات السبي السبعين (إرميا 25: 11؛ 29: 10). إذ كانت تمثّل كل سنة من سنوات السبي دورة من سبع سنوات لم تُراعَ أو تحفظ فيها السنة السابعة أو السنة السبتية. وهكذا نتجت سنوات السبي السبعون عن فرق سبعين سنة سبتية على مدى 490 سنة، والآن يعطى دانيال نبوءة عن وحدات سباعية تتعلق بـ 490 سنة (2أخبار 36: 21؛ قارن لاويين 26: 33-35؛ إرميا 34: 12-22)."4

          (4) حجّة القياس على اللغة العبرية

            توازي كلمة (u~Wbv*) كلمة عبرية أخرى (u~Wbv*) التي على الرغم من أنها تعني عشرة أيام"، إلاّ أنها يمكن أن تعني أيضاً "عشرة أوتار" أو "آلة ذات عشرة أوتار". وهكذا من الممكن للكلمة (u~Wbv*) أن تعني "وحدة مؤلفة من عشرة" وفقط السياق هو الذي يحدد المعنى فيما إذا كان يُقصَد به "عشرة أيام" أم "عشرة أوتار."

          (5) تظهر كلمة (u~Wbv*) ثلاث مرّات في العهد القديم مصحوبة بكلمة "أيام" (<ym!y`)، موحية بذلك أن (u~Wbv*) لم تكن وحدها كافية للإشارة إلى سبعة أيام. ومن هنا نجد في دانيال 10: 2 (<ym!y` <yu!b%v* hv*Ov=) التي تعني ثلاث فترات من سبعة أيام (=21 يوماً). وعلى ما يبدو فإن الكاتب لم يُرد بإضافته كلمة "أيام" من قرّائه أن يفكّروا بالوحدة السباعية بنفس الطريقة التي وردت فيها في الإصحاح التاسع.

          (6) يرجَّح كثيراً أن "الأسبوع" الأخير يعني سبع سنوات. ويخرق العهد في وسط هذه الفترة. وتوازي الفترة النهائية للسنوات الثلاث والنصف فترة الثلاث سنوات والنصف المذكورة في دانيال 7: 25 (انظر رؤيا 11-13).

          (7) على الرغم من أن التعبير (u~Wbv*) لا يستخدم في أماكن أخرى من الكتاب المقدس، إلا أنه يعني بالفعل "سبع سنوات" في الكتابات اليهودية الأخرى، ففي المشنا، نجد بوضوح أن تعبير (u~Wbv*) يعني "سبع سنوات."

              "يعتبر السنهدريهم الذي يحكم بموت رجل واحد في سبع سنوات (بالعبرية) مستبدّاً."5

      ب. زمن مجيء المسيّا (دانيال 9: 25)

    1. سيكون مجيء المسيح بعد سبعة أسابيع + 62 أسبوعاً (المجموع الكلي 69) الحسابات مبنية على "مرسوم" (rb*D*) معين، وهو مرسوم ردّ أورشليم وإعادة بنائها. ومن هنا يجب أن نقرر عن أي مرسوم نتحدث، ومتى صدر.6

    2. تضمين: لماذا يقسم النص هذا إلى فترتين (7 و 62)؟ لماذا لا يقول 69 بكل بساطة؟ إن فترة الأسابيع السبعة الأولى (49سنة) هي الوقت اللازم لإكمال إعادة بناء أورشليم مع أسوارها وتحصيناتها وما إلى ذلك. لاحظ الجملة الأخيرة في الآية!

        شرح: من وقت إصدار المرسوم، سيستغرق الوقت 7 أسابيع (49سنة) حتى إعادة المدينة بشكل ملائم. سيَلزم 62 أسبوعاً (434سنة) حتى مجيء المسيّا.

    3. ثلاثة احتمالات لهوية هذا المرسوم:

          أ. مرسوم كورش حوالي 538ق م (عزرا 1: 1-4؛ 6: 3-5)

            [وهذا ما يراه كيل وليوبولد ويونغ وبولدوين]

            أسباب تدعو لرفض هذا الاحتمال:

            (1) تكشف الدراسة الوثيقة لهذه الفقرات أن مرسوم كورش كان مرتبطاً بالهيكل، لا بإعادة بناء المدينة.7

            (2) كانت المدينة ستُرد بشكل كامل ضمن 49 سنة (سبعة "أسابيع" من السنوات) من إصدار المرسوم، غير أن من الواضح أنها لم تُرد أثناء فترة 538-589 ق م (انظر نحميا 1).

            (3) سينتهي ما مجموعه 69 "أسبوعاً" (483 سنة) اعتباراً من 538 في حوالي 55-54 ق م، وهو تاريخ يقصّر كثيراً عن التاريخ الفعلي لمجيء المسيّا.

          ب. مرسوم أرتحشتا لعزرا حوالي عام 457ق م (عزرا 7: 11-26)

            [وهذا ما يراه بارتون بين وجليسون آرتشر وليون وود وبيرسي.]

            دفاع: إذا حسبنا على أساس السنوات الشمسية، فإن من شأن هذا أن يضع "الأسبوع" التاسع والستين في 26/27 ب م، وهو تاريخ يقول دعاة هذا الموقف إنه يتطابق مع بدء خدمة يسوع الجهارية. ومن شأن هذا أن يسمح بموت المسيح عام 30ب م، وهو التاريخ الذي يقول آرتشر إنه "التاريخ المقبول" للصلب.8

            مشاكل هذا الرأي

            (1) لا يوجد ذكر في عزرا لإعادة بناء المدينة، بل يوجد سماح لعودة اليهود و"تزيين" الهيكل.

            (2) إن من شأن اعتبار سنة 27م بداية خدمة المسيح الجهارية (كما يعتقد آرتشر) أن يضع أمامنا مشكلة حين يحاول المرء أن يوازن ترتيب المعلومات الزمنية المسجلة في البشائر. وقد أثبت هوهنر أن بدء خدمة المسيح لا بد أن تكون 29م بناءً على لوقا 3: 1-3، السنة الخامسة عشرة لطيباريوس.9

          جـ. التفويض الذي أصدره أرتحشتا سامحاً لنحميا بالعودة إلى أورشليم عام 444ق م(انظر نحميا 1-2).10

            [وهذا ما يراه وولفورد ورايري وهوهنر وبنتيكوست وكامبل.]11

            مشاكل:

            (1) ليس المرسوم هاماً جداً، لكنه يعيد توكيد أمر موجود سابقاً.

            (2) يتطلب هذا الرأي تاريخاً متأخراً للصلب (33ب م).

            (3) يعتمد هذا الرأي في حساباته على السنة النبوية، أي 360 يوماً لكل سنة.

            (4) يحسب أنصار هذا الرأي عام 33م على أنه سنة دخول يسوع الإنتصاري إلى أورشليم رغم أن دانيال لا يذكر شيئاً عن زمن محدد في حياة المسيح.

            دعم للرأي:

            (1) لم يكن قلق نحميا حول خراب المدينة (نحميا1)

            (2) كان طلب نحميا من الملك محدداً بإعادة بناء المدينة (2-5)، وصدر المرسوم لذلك الغرض (2: 7-8).

            (3) يشير سفر نحميا (وعزرا 4: 7-23) إلى أن عملية إعادة بناء المدينة تمت تحت أقسى الظروف (لاحظ دانيال 9: 25!).

            تأريخ مرسوم نحميا:

            (1) المعلومات الكتابية: تحدد نحميا 2: 1 تاريخ المرسوم على أنه شهر نيسان Nisan من السنة العشرين لأرتحشتا. ولدى مقارنة هذا بنحميا 1: 1، فإننا نخلص إلى أنه لا بد أن الكاتب كان يستخدم نظام تشري-إلى-تشري (بدلاً من نظام نيسان إلى نيسان Nisan الفارسي).

            (2) تاريخ تاريخي: مات والد أرتحشتا (أي زركسيس) بعد وقت قصير من 17 كانون أول من عام 645 .12 ومن هنا تكون سنة تولّي أرتحشتا السلطة الملكية هي كانون أول من عام 465 إلى نيسان Nisan من عام 464ق م. وهكذا تكون أول سنة لحكمه كملك (حسب النظام الفارسي) هي نيسان Nisan 464 إلى نيسان Nisan 463 (أو تشرين 464 إلى تشرين 463 حسب النظام اليهودي).

            (3) وهكذا يكون المرسوم في السنة العشرين هو نيسان Nisan من عام 444ق م حسب نظام تشري-إلى-تشري.

    4. استنتاج حول المرسوم

        يبدو أن أفضل موقف نتخذه هو أن التفويض الذي أعطي لنحميا لإعادة بناء مدينة أورشليم وأسوارها من قِبل الملك أرتحشتا كان في شهر نيسان Nisan من عام 444ق م.

    5. تأريخ خدمة المسيح

        أ. سنوات محتملة

          (1) يجب أن تكون سنة الصلب عندما كان الفصح (14 نيسان Nisan) يوم جمعة (هكذا تقول البشائر؛ خاصة متّى 27: 62؛ مرقس 15: 42؛ لوقا 23: 54).13

          (2) الحل تلقائي، فقد وقع الرابع عشر من نيسان Nisan في يوم جمعة في السنوات 27و 30و 33 ب م (لكنه وقع في أيام أخرى في كل السنوات الأخرى بين 26و 34 ب م).14

        ب. أية سنة على وجه التحديد؟

          يمكن أن يحدد هذا على أساس تطهير يسوع للهيكل في الفصح الأول من خدمته الجهارية (يوحنا 2: 20)، الذي نجد فيه تعليقاً حول 46 سنة من بناء الهيكل. اعتبر هوهنر هذا على أنه يشير إلى صرح الهيكل naov" واستخدم التاريخ الذي قدّمه يوسيفوس (18/17 ب م)، وخلُص إلى أن الفصح الأول لخدمة يسوع الجهارية هي 29 أو 30 ب م. ومن هنا، لا بد أن يكون الصلب قد حدث في 33 ب م.15

        جـ. خُلاصات:

          حدث دخول يسوع الانتصاري إلى أورشليم في العاشر من نيسان Nisan أي 30 آذار من عام 33 ب م (انظر خروج 12- هذا هو التاريخ الذي يُختار فيه الحمل للفصح). وقد مات المسيح بعد عدة أيام، في يوم الجمعة الواقع في 3 نيسان من عام 33ب م.

    6. حساب ألـ "69" أسبوعاً حتى المسيّا

        أ. حساب مجموع السنوات

          (1) كل "أسبوع" هو سبع سنوات

          (2) سيأتي المسيّا بعد 69 "أسبوعاً" (7+62=69)

          (3) عدد السنوات حتى مجيء المسيح

            69 "أسبوعا" × 7سنوات / أسابيع = 483 سنة

        ب. حساب مجموع الأيام

          (1) يجب أن نفترض أن السنوات هي "سنوات نبوية" من 360 يوماً، وليست سنوات شمسية من 365 يوماً وربع اليوم.16

          (2) 483×360 يوماً/لكل سنة= 173.880 يوماً فعلياً.

        جـ. تحويلها إلى سنوات شمسية17

          173.880×سنة/242، 365 يوماً

          = 476.068 سنة شمسية

          = 476 سنة شمسية + 25 يوماً

        د. الحساب من تاريخ مرسوم نحميا

          (1) مرسوم: 5 آذار من عام 444ق م18

          (2) اجمع 476سنة + 25 سنة [ملاحظة 1ق م إلى 1 ب م= سنة واحدة]

          (3) النتيجة: 30 آذار من عام 33ب م

        خلاصة

        من زمن مرسوم أرتحشتا في أول نيسان Nisan من عام 444ق م، ستصل بنا 69 أسبوعاً إلى 30 آذار من عام 33ب م، نفس يوم دخول يسوع الانتصاري إلى أورشليم.

        (1) زكريا 9: 9- تحققت نبوءة مجيء ملك إسرائيل على حمار في 30 آذار من عام 33ب م.

        (2) لوقا 19: 41-44- لم تستطع إسرائيل أن تميز دلالة هذه المناسبة. فقد كان هذا هو الوقت الذي قُدم فيه يسوع رسمياً إلى الأمة بصفته مسيّاها وأجرى السنهدريم تقويما لهويته.

      جـ. مأساة ستتبع الأسبوع التاسع والستين (9: 26)

    1. " ُيُقطع المسيّا وليس له (شيء)"

        أ. يشير هذا إلى صلب يسوع المسيح

          "يشير ’قطع المسيّا‘ إلى موته العنيف. تستخدم كلمة ’قُطع‘ في الإشارة إلى صنع عهد أو قطع عهد، متضمناً موت حيوان ذبيحي (تكوين 15: 10، 18). وتستخدم الكلمة أيضاً للإشارة إلى عقوبة الموت (لاويين 7: 20)، وهي تستخدم دائماً للدلالة على موت عنيف غير طبيعي (انظر إشعياء 53: 8)."19

        ب. "وليس له (شيء)"- كان قد تنبأ دانيال بأن المسيّا "ابن الإنسان" سيرث الملكوت (دانيال 7: 14؛ قارن مزمور 2: 8) ويتولى حكمه المسيّاني على الأمم. وفي ضوء رفض إسرائيل للمسيّا وصلبهم له، لم يتم افتتاح الملكوت في مجيئه الأول.20

    2. "يخرّب المدينة والقدس"

        يتطلع هذا إلى الدمار المأساوي لأورشليم والهيكل في عام 70ب م على يد القائد الروماني تيطس. لنلاحظ بكل حرص "ليس الرئيس القادم أو الآتي هو الذي يخرب المدينة، بل "شعب رئيس آت". ومن الواضح أن كلمة الشعب تعود على الرومان، ومن هنا فإن "الرئيس" المستقبلي ("القرن الصغير" أو ضدّ المسيح) يجب أن يبرز من بقية الإمبراطورية الرومانية- وهذه حقيقة منسجمة مع ما تُعلّمه دانيال 7: 24-25.

        ملاحظات هامة جداً: لا يأتي "الرئيس" بعد الأسبوع التاسع والستين مباشرة، وهو لا يأتي قبل 70 ب م!

      د. الأسبوع الأخير: عهد مع إسرائيل (9: 27)

    1. لا يتبع الأسبوع الأخير (7 سنوات) الأسابيع التسعة والستين الأولى، ويجب علينا أن نفهم أن هناك ثغرة زمنية ما بين الآيتين 26 و27 .21

        أ. لم تُنجز أهداف 9: 24 في مجيء المسيح الأول.

        ب. يحدث دمار أورشليم (70 ب م) بعد الأسبوع التاسع والستين ب 37-38 سنة، لكنه يحدث قبل الأسبوع السبعين.

        جـ. يعتبر المسيح "رجس المخرَّب" (الملمَّح إليه في دانيال 9: 27) حدثاً مستقبلياً مرتبطاً بمجيئه الثاني (متى 24: 15)

        د. لا يقول النص أبداً إن النبوءة في 9: 24 تتعلق بـ 490 سنة متعاقبة؛ لكن ينظر إلى هذه السنوات كسبعين وحدة من سبع سنوات.

        هـ. تنسجم تفاصيل 9: 27 جيداً مع ما نعرفه في مواضع أخرى عن فترة الضيقة العظمى، خاصة وجه الشبه مع دانيال 7: 24-25 [يساوي ’نصف أسبوع‘ زمناً وزمانين ونصف زمان"].

        و. يلمّح الرسول بولس في 1 تسالونيكي تلميحاً واضحاً إلى دانيال بوصفه ضد المسيح على أنه "ابن الهلاك"، ويربطه بتدنيس الهيكل.

    2. الذي يقطع العهد هو ضد المسيح

        أ. تذكر دانيال 9: 25 "المسيح الرئيس"، بينما تتحدث الآية 26 عن "رئيس آتٍ". ولا يمكن أن يكون الثاني هو المسيح، لأنه مرتبط بالشعب الذي دمّر أورشليم (أي الرومان).

        ب. القرينة السابقة في 9: 27 مرتبطة بالذي يقطع العهد، وهو الرئيس المذكور في 9: 26 .22

        جـ. يوجد تقليد مسيحي قوي أن الأسبوع السبعين هو زمن مستقبلي مرتبط بضد المسيح.

          (1) يحدد أيرينيوس (حوالي 120-202ب م) الفاعل في 9: 27 على أنه ضد المسيح، ويقول أيضاً إن النصف الثاني من الأسبوع هو ثلاث سنوات ونصف من حكمه.23 وسيصنع "رجس خراب" في هيكل فعلي (محققاً بذلك متى 24: 15 و2 تسالونيكي 2: 4)

          (2) كتب هبوليتس (مات حوالي 236ب م) أول كتاب تفسيري موجود بين أيدينا حول دانيال. وقد أشار إلى أن هذه الفترة تشمل ثلاث سنوات ونصف السنة من حكم ضد المسيح مستقبلاً.

    3. تفاصيل العهد

        أ. العهد هو مع "كثيرين". ويشير هذا إلى إسرائيل (لاحظ تعبير "شعبك" في 9: 24).

        ب. ومن هنا، فإن العهد هو بين إسرائيل وبين "الرئيس" المذكور في 9: 26 المرتبط بالمرحلة المستقبلية من الإمبراطورية الرومانية، أي ضد المسيح.

        جـ. لا يكشف النص طبيعة العهد، لكنه قد يكون نوعاً من الاتفاقية التي تضمن وجوداً متمتعاً بالسلام لإسرائيل كأمة.

        د. يبدو أن ضد المسيح يكرم العهد في النصف الأول من الأسبوع (لمدة ثلاث سنوات ونصف)، لكنه يقوم بعد ذلك بمكره وخداعه بنقض العهد.

        هـ. يبدو أن بقية الآية تتطلع إلى خروقات عبادة الهيكل أثناء نصف الأسبوع الأخير.

          (1) لا يعود يسمح بتقديم الذبائح.

          (2) يبدو أن "الرجس" أو الأشياء البغيضة تتطلع إلى دانيال 12: 11 ومتّى 24: 15 مع نصب "رجس الخراب "في الهيكل. ربما يرتبط هذا بالفظائع المذكورة في 2 تسالونيكي 2: 4 وصورة الوحش في رؤيا 13 (في هذه الناحية، كان أنتيخوس نموذجاً لضد المسيح).

    4. الحصيلة

        سينجح المخرب مؤقتاً، لمدة الثلاث سنوات والنصف الأخيرة من الضيقة العظمى. وبعد ذلك سيأتي "خرابه" أو دماره الشخصي، وهو الأمر الذي يتطلع إلى دانيال 7: 11، 26- وهذا هو عمل يسوع المسيح في مجيئه الثاني.

على الرغم من أن هذه الفقرة تتناول بشكل رئيسي المسار المستقبلي للأحداث المتعلقة بإسرائيل، وهي تتوقع مستقبلاً في الملكوت المسيّاني، إلا أننا نستفيد نحن المؤمنين بالمسيح من عمل المسيّا يسوع الذي صنع كفارة للمعصية. لقد "قُطع" بالفعل، أي أنه صُلب، لا من أجل خطية إسرائيل ورفضها له فحسب، بل من أجل خطايانا جميعاً أيضاً. لكن مازال يوجد ملايين لم يستمعوا إلى عرض واضح للبشارة التي تتمثل في أن يسوع "قُطع" من أجلهم. فما هو الدور الذي تحس بأن الله يريدك أن تلعبه في تحقيق المأمورية العظمى؟ هل أنت مستعد أن تصلي أن يعطيك الله فرصة التحدث إلى شخص آخر هذا الأسبوع عن معنى موت المسيح؟


1 Paul D. Feinberg, "An Exegetical and Theological Study of Daniel 9: 24-27," in Tradition and Testament, 189-220.

2 J.D Pentecost, "Daniel," in The Bible Knowledge Commentary, OT, 1362.

3 من أجل نقاش حول "الأسابيع" بصفتها "7سنوات"، انظر John C. Whitcomb, "Daniel's Great Seventy-Weeks Prophecy: An Exegetical Insight," Grace Theological Journal 2:2 (Fall 1981):259-63; Harold Hoehner, "Chronological Aspects of the Life of Christ; Part VI: Daniel's Seventy Weeks and New Testament Chronology," BibSac 132 (Jan-Mar 1975):47-65; and Paul D. Feinberg, "An Exegetical and Theological Study of Daniel 9:24-27." Arguing that v*b%u'm means literal "weeks" rather than "units of seven," see Gerhard F. Hasel, "The Hebrew Masculine Plural for Weeks in the Expression 'Seventy Weeks' in Daniel 9:24," AUSS 31 (Summer 1993):105-118; and Frank W. Hardy, "The Hebrew Singular for 'Week' in the Expression 'One Week' in Daniel 9:27," AUSS (Autumn 1994):197-202.

4 Paul D. Feinberg, 209.

5 Mishnah 4 (/yqyzn), Makkoth (toKm^) 1:10. Cf. Babylonian Talmud (Sanhedrin 97a). For Jewish calculations of Dan 9:24-27 (both messianic and non-messianic) that assumed u~Wbv* meant "7 years," see Roger T. Beckwith, "Daniel 9 and the Date of Messiah's Coming in Essene, Hellenistic, Pharisaic, Zealot and Early Christian Computation."

6 يرفض ماكومسكي في كتابه ("أسابيع دانيال السبعون") فكرة أن مرسوماً ملكياً مقصوداً هنا، واعتبر كلمة (rb*D*) في دانيال 9: 25 على أنها "كلمة نبوية" (أي نبوءة إرميا 29: 10). وعلى الرغم من أن (rb*D*) ليست مصطلحاً معيناً للدلالة على "مرسوم"، إلاّ أنه من المؤكد أنه يمكن أن يعني أمراً ملكياً (مثلاً 1أخبار 21: 4).

7 يردّ دعاة مرسوم كورش أحياناً بحجة أن إشعياء تنبّأ بأن كورش سيعيد بناء المدينة (إشعياء 44: 28؛ 45: 13). وهذا غير مقنع أيضاً، بسبب حقيقة أن المدينة لم تُبنَ من جديد بشكل ملحوظ تحت حكم كورش (كما يوضح ذلك نحميا 1). وقد يكون من الأفضل أن تنظر إلى نبوءات إشعياء على أنها تعلن أن كورش هو الذي سيحرّك العملية كلّها.

8 G. Archer, EBC, 7: 114 CF. L. A. Foster, "The Chronology of the New Testament, "EBC, I: 598-99, 607.

9 H. Hoehner, "Chronological Aspects of the Life of Christ, The Commencement of Christ’s Ministry," Bibsac 131 (Jan – Mar 1974) 41-54.

10 ربما كان يوليوس أفريكانوس هو صاحب هذا الرأي (انظر مونتجومري، (39). كان يوليوس أفريكانوس (ولد حوالي 200ب م، ومات بعد 240ب م) من عمواس (نكوبوليس) في فلسطين، وتتلمذ على يدي هيراكلاس، تلميذ أوريجاتوس، وقد حسب النبوءة على أساس السنة العشرين لأرتحشتا، لكنه قال إن الأسابيع السبعين أُكملت بمجيء المسيح [انظر كتابه Chronographia).

11 اعتمد المؤلف Sir Robert Anderson في كتابه المشهور (The Coming Prince, 10th ed., [London: Hodder 8c Stoughton 1951]) على مرسوم نحميا. غير أن أندرسون استخدم تاريخ 14 آذار من عام 445 ق م إلى 6 نيسان ب م. ويحتاج هذا التاريخ إلى تصحيح في ضوء الأبحاث الأكثر حداثة. ويستخدم وولفورد في تفسيره (ص 228) تاريخ 445ق م، لكنّه عدّل رأيه مستخدماً تاريخ 444ق م في كتابه الأحدث، The Prophecy Knowledge Honbook (P. 253).

12 CF. S.H. Horn and L.H Wood, "The Fifth-Century Jewish Calendar at Elephantine," Journal of Near Eastern Studies 13 (Jan 1954),9.

13 Harold W. Hoehner "Chronological Aspects of the Life of Christ; Part IV: The Day of Christ’s Crucifixion," Bibsac 131: 523 (Jul-Sep 1974): 241-264.

14 CF. J. K. Fotheringham, "The Evidence of Astronomy and Technical Chronology for the Date of the Crucifixion," Journal of Theological Studies 35 (April 1934): 142-162; and Herman H. Goldstine, New and Full Moons 1001 BC. To A.D 1651 (Phil: American Philosophical Society, 1973).

15 Harold Hoehner, "Chronological Aspects; Part V: The Year of Christ’s Crucifixion, "Bibsac BI: 524 (Oct-Dec 1974) : 332-48. يتسم معظم نقاشه بالطابع الفني، ولا يلتزم باعتبار الفعل في يوحنا 2: 20 (باليونانية) على أنه في صيغة المضارع التام بمعنى "بُنِيَ" أو "يُبنى من 46 سنة". أما رينالد.إي. شاورز فيطرح تاريخ 32 ب م في "New Testament Chronology and the Decree of Daniel 9," Grace Journal 11 (1970): 33-40. ويمكننا أن نجد مزيداً من الدفاع عن تاريخ 33ب م في Paul L. Maier, "Sejanus, Pilate, and the Date of the Crucifixion, "Church History 37 (1968): 3-13, and Jack Finegan, Handbook of Biblical Chronology, rev. ed. (Peabody, MA: Hendrickson Pub., Inc., 1998): 353-69.

16 يمكن تقديم عدة حجج لاستخدام السنوات النبوية: (1) اعتمدت نظم التقويم في عدة بلدان قديمة على اعتبار السنة 360 يوماً (12×30) مع استخدام طريقة لتصحيح الأيام الناقصة ( انظر Van Der Meer, Chronology of Ancient western Asia and Egypt [Leiden: Brill, 1963]); (2) يستخدم كل من دانيال وسفر الرؤيا السنوات النبوية (360 يوماً)، ويبدو أن هنالك تلازماً بين دانيال9: 27و الـ 360 يوماً في ضوء دانيال 7: 24-25؛ رؤيا 11: 2-3؛ 12: 6؛ 14: 13 :5؛ (3) يستخدم سفر التكوين الشهر المكون من 30 يوماً (تكوين 7: 11؛ 8: 4؛ قارن 7: 24؛ 8: 3). ومن ناحية أخرى، فإن على الذين يناصرون فكرة السنة النبوية أن يقرّوا بأن السنة العبرية كانت مرتبطة بالفصول والشمس مع استخدام طرق لتصحيح فروقات الأيام الناقصة.

17 يستخدم كل من جي. دوايت بنتيكوست في (Bible Knowledge Commentary, OT, 1363) وجون وولفورد في The Prophecy Knowledge Handbook 254) أسلوباً مشابهاً لأسلوب هوهنر. لكن بدلاً من أن يستخدم بنتيكوست وجون وولفورد المعادلة العشرية للأيام (365.242) كما يفعل وهنر، فإنهما يستخدمان الرقم 365. لكنهما يضيفان بعد ذلك 116 يوماً للسنوات الكبيسة، و24 يوماً لآذار 5- آذار 30 (لاحظ أن هوهنر يستخدم 25!)

18 تقول نحميا 2: 1 إن المرسوم صدر في نيسان Nisan من تلك السنة (أي آذار-نيسان). يبني هوهنر استنتاجاته على افتراض أن المرسوم صدر في الأول من نيسان Nisan (=آذار 5)، رغم أن النص لا يحدد تاريخ اليوم من الشهر.

19 Paul D. Feinberg, 202

20 على الرغم من أن المسيح لا يملك شيئاً (’وليس له‘) في ما يتعلق بوعد الملكوت، إلا أنه يملك أشياء أخرى ذات قيمة: (1) لقد صعد إلى يمين الآب، وهو الآن ممجّد، و(2) يملك الكنيسة.

21 افترض بعض الباحثين الإنجيليين (مثل يونج وكلاين وجي. ب. بين) خطأً أن الأسبوع السبعين جاء مباشرة بعد الأسبوع التاسع والستين، وفسّروا أن الذي قطع العهد في دانيال 9: 27 هو يسوع المسيح. غير أنه أمر بعيد الاحتمال أن يكون أي عهد يقطعه المسيح نافذاً لمدة أسبوع واحد فقط. ومن المؤكد أن موته لم يؤدّ إلى إيقاف الذبائح فوراً، بل استمرت إلى عام 70 ب م (على الرغم من أن يونغ وكلاين يحاولان أن يقولا إنه جعل الذبائح بموته "أمراً غير شرعي.")

22 يلاحظ بولدوين أن صانع العهد يبدو عدو قضية الله. "يوضح الفعل غير العادي المستخدم "يقطع عهداً" (جيبار G*b^r) بهذا الأمر، فهو يتضمن فرض اتفاقية بواسطة استخدام قوة أقوى" (Daniel, Tyndale series, 171).

23 Against Heresies, V25.3-5. لنتذكر أن أيرينيوس كان قد استمع إلى بوليكارب، تلميذ الرسول يوحنا.

Related Topics: Eschatology (Things to Come)

Report Inappropriate Ad